البرازيلي «ليونيداس» الهداف «الحافي

١٣/ ٥/ ٢٠٠٦
علي مر تاريخ الكرة البرازيلية ومنتخبها الذهبي أعظم المنتخبات التي عرفتها كرة القدم علي اختلاف أجياله وممثليه، تظل البرازيل بلد الموهوبين وفناني ونجوم كرة القدم والمنبع الأول لآلاف النجوم البارزة التي تركت بصماتها واضحة علي الساحرة المستديرة، تظل ترفرف دائماً بثلاثة نجوم متألقة ومتلألئة علي أساس أنهم الأمهر والأفضل فيمن أنجبتهم الأراضي البرازيلية،

وهؤلاء الثلاثي هم بيليه الأسطورة وأرثور فريدنرايخ وبالطبع ليونيداس أول جوهرة سوداء في تاريخ البرازيل وأحد أشهر لاعبي البرازيل والعالم في فترة ما قبل الحربين العالميتين الأولي والثانية، وهذه الحرب تحديداً كانت السبب المباشر في أن هذا الفنان الموهوب اختفي وغاب اسمه بنفس السرعة التي ظهر بها ولم تبعد حالياً في ذاكرة العالم تقريباً أي صورة عنه.


ولد ليونيداس في السادس من سبتمبر سنة ١٩١٣ وبدأ مداعبة الساحرة المستديرة منذ وقت مبكر في طفولته، وخلال مسيرته انضم إلي أقوي الأندية في البرازيل مثل بوتافاجو وفلامينجو وفاسكو داجاما ثم احترف في ناشيونال مونشيفيديو الأوروجواني.


انضم ليونيداس لأول مرة للمنتخب البرازيلي عام ١٩٣١ وعمره حينذاك «١٨ عاماً»، وخلال مباراة في التصفيات القارية أمام الأوروجواي سجل الفتي الموهوب هدفين فتحا له باب المشاركة في نهائيات كأس العالم الثانية بإيطاليا عام ١٩٣٤ علي مصراعيه، غير أن المنتخب البرازيلي خذل مشجعيه وخرج مبكراً من هذه الدورة وتحديداً في دور الـ ١٦ علي يد المنتخب الإسباني «٣/١».


وبعد أربع سنوات وتحديداً في مونديال فرنسا ١٩٣٨، كان الموعد مع ليونيداس حيث انفجرت مواهب هذا الفتي وأظهر إمكانيات عالية أبصرت المتتبعين بما يملكه من مواهب وقدرات متميزة.


وبعد أن تخطي البرازيليون الدور الأول التقوا في دور الـ ١٦ مع بولندا وكانت هذه المباراة تاريخية لليونيداس حيث نجح في تسجيل ثلاثة أهداف كانت بوابة عبور بلاده نحو دور الثمانية بعد مباراة صعبة ومثيرة، فقد تقدم «الجوهرة السوداء» لبلاده بهدفين نظيفين، إلا أن البولنديين عكروا الفرحة البرازيلية ونجحوا في تسجيل هدفين ليخوض الفريقان الوقت الإضافي.


وكان ليونيداس يكره ارتداء الأحذية الرياضية، حيث كانت ثقيلة جداً في ذلك الوقت ـ لوقت طويل ـ فدخل الوقت الإضافي «حافياً» وبعد بضع دقائق انتبه الحكم إلي أن ليونيداس «حافي» فأمره بارتداء حذائه، وبإرادة فولاذية صاحبتها فنيات عالية ومهارات خارقة تمكن نجم البرازيل الأول من قيادة منتخب بلاده للفوز ٦/٥ بعد أن سجل هدفاً آخر في الوقت الإضافي، حتي إن النقاد والمتابعين قالوا بعد المباراة إن ليونيداس هو الذي فاز علي منتخب بولندا.


وفي دور الثمانية، واجهت البرازيل منتخب تشيكوسلوفاكيا أحد أقوي الأندية حينذاك ووصيف المونديال السابق، وأقيمت المباراة بمدينة بوردو، ورغم طرد لاعبين برازيليين فإن ذلك لم يمنع البرازيل من فرض سطوتها وبعد أن أحرز ليونيداس هدف التقدم للبرازيل، جاء نيجيدلي ـ هداف الدورة السابقة ـ وتعادل لتشيكو سلوفاكيا لتنتهي المباراة ١/١ وتعاد في اليوم التالي وتفوز بها البرازيل ٢/١ وأحرز ليونيداس مجدداً هدف السبق في هذه المباراة.


وفي الدور قبل النهائي كانت البرازيل علي موعد مع إيطاليا واستخف المدرب البرازيلي أديمار بيمونتا بمنافسه وفضل إراحة ليونيداس للمباراة النهائية فلم يشركه في هذه المباراة فخسرت البرازيل ١/٢.


وعقب المباراة صرح مدرب منتخب إيطاليا الشهير بوتزو قائلاً: لقد فزنا بالمباراة لأن ليونيداس لم يلعب. وكان الموعد الأخير لليونيداس في المونديال مع مباراة المركز الثالث ضد السويد ونجحت البرازيل بعد عودة ليونيداس إلي التشكيلة في الفوز ٤/٢ أحرز منها ليونيداس هدفين ليتوج هدافاً للدورة برصيد ٨ أهداف.


وخلال سنوات الحرب العالمية توقفت كأس العالم وحرمت جماهير الساحرة المستديرة من فنيات ليونيداس، إلا أنه محلياً كان كالأخطبوط وسيطر علي جميع الألقاب المحلية مع ناديه حتي منتصف الأربعينيات.
وبعد سنوات من العطاء المتميز كلاعب أعلن ليونيداس اعتزاله الساحرة المستديرة وتفرغ للصحافة الرياضية ثم ساءت حالته في أواخر أيامه وأدخل داراً للعجائز في ساوباولو وظل بها لعدة سنوات ثم أصيب في العام ١٩٩٤ بمرض الزهايمر الذي عاني منه كثيراً إلي أن أدركته الوفاة يوم ٢٥ يناير سنة ٢٠٠٤ عن عمر ناهز الـ ٩٠ عاماً.
من هو..؟


الاسم: ليونيداس داسيلفا
الجنسية: برازيلي
تاريخ الميلاد: ٦ سبتمبر ١٩١٣
الأندية: بوتفوجو، فلامينجو، فاسكو داجاما
الإنجازات: ٢٥ هدفاً في ٢٥ مباراة دولية
الدوري البرازيلي ٨ مرات
هداف كأس العالم ١٩٣٨